يحتاج الإنسانُ أن يجد في صحراء العالم الجاف جدولًا عذبًا، وفي حَرور الدنيا نخلةً تساقط عليه رطَبًا جنيّا، وفي زمهرير الليل كهفًا دافئا، وفي الحياة الدنيا استثناءً عليًّا، يأخذه من عالم الناس إلى عالمه الخاص، ويأخذه من مخالب الأيام إلى ما بين ذراعيه الحنونين، ويضمّه في سكونٍ بعد كسراته على مرِّ الكلمات المريرة التي سمعها في جملة عمره السابق.
يحتاج الإنسانُ إلى وطنٍ في هيئة إنسان، وبلدٍ في صيغة ضلوع، وحياةٍ ملخصة في حيّ، وجنةٍ حدودها ذراعان.