ما هو الموقف الذي حدث معك مؤخراً ويدل على أن الدنيا ما زالت بخير وتشعر بالامتنان من أجله؟
حدث منذ اسبوعين تقريبا أثناء عودتي الي البيت عبر القطار المتوجهه من القاهره الي الاسكندريه
ركب معنا شاب كان يجلس بعيدا عني بثلاث مقاعد وكان يشغل اغاني لويجز طوال الطريق ويرددها ليحفظها
ويجز: هو مغني راب مصري ذو شهره عاليه
المهم كان صوت الموسيقي مزعج للجميع لانه في هذا الوقت عاده يكون معظم ركاب القطار من الموظفين العائدين من اشغالهم والطلاب بعد يوم امتحانات ملئ بالمشقه والجميع يحتاج إلي الهدوء نوعا ما، ولكن لم يتدخل أحد على أن يخبره بأن يقلل من الصوت او يغلقه
حتي ركب معنا طبيب من محطه بنها ذو وجهه بشوش ولحيه قصيره يرتدي جلباب وجهه يشع منه النور من جمال ضحكته ولطف كلماته، وكان القطر مزدحم فوقف هو والطبيب الاخر بجوار المقعد الذي فيه هذا الشاب
في هذا الوقت كنت أقف لأجلس إحدي اخواتنا البنات، وألاحظ الموقف
ظل هذا الطبيب ينظر الي الشاب يريد أن يحدثه بأي طريقه ممكنه وأن يخبره بغلق هذه الموسيقي ولكن بطريقه لطيفه دون حرج له ودون احداث أي مشاكل
عند اقترابنا من محطة طنطا؛ سأله الشيخ: هل المحطه القادمة هي محطة طنطا ام لا؟
فأخبره الشاب: نعم ولكنها بعيده لم نقترب منها بعد
أخبره الشيخ اخيرا: يا اخي اغلق هذه الأغاني كفانا ضوضاء، ليضحك الجميع والشاب ويغلقها؛ معقبا الشيخ بأن تشغل قران وتفتخر بدينك، ألست مسلم؟! وتلا عليه قوله صلي الله عليه وسلم﴿ واتبع السيئة الحسنة تمحها﴾ وقوله تعالي ﴿ إن الحسنات يذهبن السيئات﴾
ليقوم الشاب بعد ذلك بتشغيل قران ومن يجاوره أيضا ذلك العجوز ويظل مبتسما ويعم السعاده علي الجميع من هذا الموقف الجميل من هذا الطبيب والشيخ الذي مر مرار الكرام
والأجمل من هذا اني جلست بجواره لأجده يحذف جميع الاغاني من هاتفه وكادت عينه أن تذرف بالدموع
طبعا الموقف من حضره سيستشعر ما حدث، فلم أحسن صياغته، ولكن ما تعلمته منه بأن انصح أخاك بطريقه مهذبه دون إحداث أي حرج له، كل منا يحتاج إلي النصيحه ومن يرشده ولكن بطريقه مهذبه دون فرض راي او غيره علينا
علمت بعد ذلك الموقف بأن الدنيا مازالت بخير والناس بخير.
تعليقات