أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

Post ADS 2
📁 جديد الشات

عقدك النفسية سجنك الأبدي , ملخص كتاب

يمتلك الجميع مخاوف تسيطر على حياتهم، ربما تتحول إلى عقد إن لم يفهموها ويحاولوا الخلاص منها، والعقد النفسية هي بمنزلة سجن للذات، تجعلك تكبت مشاعرك، وآراءك، وتخشى البوح بها لأحد. 

1- تشوُّه مفاهيم الرجولة وصراع الأنوثة .

يحتار الشاب وهو يكبر متسائلًا عن كيف يصبح رجلًا في هذا المجتمع؟ ولكنه في الأساس تلقَّن العديد من المعتقدات دون أن يدري، فينشأ ساخرًا من كلمة مشاعر ويربطها بالأنوثة، وتصبح لديه كل صور التعبير عن المشاعر من حزنٍ وألمٍ وحميمية أمرًا معيبًا، ولو أمعنت النظر في اللغة الدارجة لدى الرجال، ستجد أنها يغلب عليها السخرية والوقاحة، فبدلًا من أن يعبِّر لصديقه عن اشتياقه إليه، سيقول: "اشتقنا لك يا حيوان"، لأنه يخجل من التعبير عن مشاعره، والمشكلة الأخرى هي نشأته على ربط كلمة أنوثة بالدونية، وقد يستحي من الخروج مع أخته، أو أن يراها أصدقاؤه، وهذا لأنه تمَّت تنشئته على أن شرف الشاب ليس في ذاته وأخلاقه وإنسانيته، بل يكمن في جسد أخته، ويجب أن يعلم أن الشرف الحقيقي يكون في الصدق بالقول والفعل، ولذا يجب على كل رجل البحث عن مصدر تلك المعتقدات، ويقتلعها من جذورها. بينما على النقيض تتم تنشئة الأنثى على أن حريتها ترتبط بوجود زوج، وقد تصل إلى درجة المنع من الدراسة، أو الخروج من المنزل، إلى أن يأتي الفارس المقدام لتحريرها، وتجد النساء تتزوَّج فقط للهروب من المنزل، وقد يتكوَّن هاجس لدى الآباء إن تأخَّرت البنت بالزواج، ويطلق عليها المجتمع مصطلح عانس، وهو مفهوم غير سوي تم استحداثه ليربط بين استحقاق المرأة وقيمتها الذاتية بوجود رجل، وليعزِّز الشعور بالوحدة لدى المرأة غير المرتبطة، كما أن هناك ظاهرة المطلَّقة، وكيف تلحق بها سمعة غير سوية لأنها فقط نالت أبسط حقوقها، وهو الطلاق، ويتم إشعارها بأنها مصدر للعار والتشكيك، فضلًا عن الضغط النفسي، والابتزاز العاطفي الذي تتعرَّض له، لكي تعود إلى زوجها.

2- أسس التعارف السوية واختيار الشريك المناسب.

بحكم ظاهرة الاستلاب والعنوسة لدى المرأة، ستجدها تميل إلى الزواج، ويكون هدفًا رئيسًا في حياتها، أما الرجل الذي يتعرَّض لكبت جنسي، ستجده يميل إلى العلاقات العابرة لإشباع حاجته، ولا يكترث لفكرة الزواج، وقبل أن تفكر في الزواج قسِّم فترة الخطوبة إلى تسعة أشهر، الأشهر الثلاثة الأولى: للتعارف، والحوار الاستكشافي، والتحقُّق من وجود جاذبية متبادلة، 

الأشهر الثلاثة الثانية: تكون لملاحظة مواقف الحب والاهتمام، ومعرفة إن كان صاحب مواقف حقيقية معك أم لا، 

والأشهر الثلاثة الثالثة: ملاحظتك مدى تقبُّلك لعادات الآخر، وطباعه، وعيوبه، واسأل نفسك كيف يقام عقد يحدد مصير إنسان لسنوات، وأطفال مدى الحياة، بعد معرفة شخصين كل منهما للآخر لمدة لا تزيد على ساعات؟ 

ولمعرفة كيفية قياس توافقك مع الشريك يجب عليك معرفة الشخص بشكل جيد، وهل هو شخص طموح دائم التطوير لذاته، أم شخص روتيني كسول لا يسعى لتطوير نفسه، والشكل مهم رغم كونه أمرًا نسبيًّا، فإنك يجب أن تختار شخصًا تشعر بتقبُّل شكله، وهناك من سيقول لك: "إن الجمال جمال الروح"، ولكن هذا لا يعني أن تجبر نفسك على الزواج من شخص لا تستطيع تقبُّل شكله، كما يجب النظر إلى الكيمياء بينكما وأريحية الحوار، وقد لا يعتبر العمر عائقًا كبيرًا لأن النضج لا يرتبط بالعمر، وكذلك وعي الإنسان ونظرته إلى الحياة.

3- العقد النفسية

العقد النفسية ليست أمراضًا نفسية أو اضطرابات، ولكن إن تم تجاهلها تؤدي إلى أمراض على المدى البعيد، وتختلف أشكالها وأنواعها من شخص إلى آخر، فهناك عقدة الشكل، وهي أحد أشكال عقدة النقص، يدخل فيها الشخص بمقارنة تلقائية مع الآخر،ويشعر بأن شكله غير كافٍ لإرضائه أو إرضاء المجتمع من حوله، مغفلًا أن معايير المجتمع للجمال متغيِّرة متقلبة، وأن الإعلام ومواقع التواصل خلقت نمطًا مختلفًا للجمال، ومن علامات هذه العقدة: الهوس باستخدام الفلتر، والتصوير من زوايا معيَّنة، والحفاظ على الخروج بشكل مثالي، وربما لن تستطيع الفتاة الخروج للتسوُّق إلا وهي تضع مكياجًا كاملًا ، ومن الصعب جدًّا أن تتقبَّل شكلك، إن لم تُعِدْ صياغة المفاهيم المتعلقة بالشكل، وتذكَّر دائمًا أن الشكل يُملُّ منه في النهاية، وإن تقبَّلت نفسك ورأيت جمالك الداخلي سيراك الجميع جميلًا .

وهناك عقدة الاستحقاق، فعندما لا يعرف الإنسان قيمة نفسه سيبدأ باستمداد تلك القيمة من مصادر خارجية، ومن هذه المصادر الخارجية: السلطة؛ فتقول لنفسك: يجب أن أصل إلى منصب كبير كي أكتسب قيمة، والشهرة والشهادة التعليمية، فمجتمعنا يقدِّس المشاهير، وأصحاب الشهادات ويبخس حق الباحثين والمفكرين، وهناك عقدة المثقف، وهو شخص يقرأ كثيرًا بلا قياس على الواقع، ودون خوض تجارب ذاتية، فيصبح مثل الببغاء الذي يردِّد كلمات لا يعرف لها أبعادًا، ويعشق بأن يُنادى بالقارئ أو المثقَّف لأن ذلك يمدُّه بالاستحقاق،

واعلم أنك مهما امتلكت من مصادر الاستحقاق الخارجية ستظل ناقصًا في أغوار نفسك، لأنك لم تعرف قيمة نفسك 

4-الشخصية النرجسية وأنواع العلاقات الزوجية 

النرجسي هو شخص متحايل عاطفيًّا، لا يملك أي نوع من التعاطف مع الآخر، أناني ومصلحته الذاتية تأتي أو لًا ، ونادرًا ما يشعر بالذنب، ويستغل البشر كأداة لحاجته، وقد يكون نرجسيًّ مصابا بعقد أخرى، مثل عقدة التسلُّط، وهي حب التحكم بتفاصيل حياة الآخر بما يتناسب مع أهوائه، بينما المتعاطف هو نقيض النرجسي، وهو شخص واضح في كلامه، لا يعرف التحايل، أو الكذب المرضي، وليس أنانيًّا، ولديه إحساس عميق بالآخر، وقد يعاني من عقدة الخضوع، وهي السلبية، والخوف من المواجهة، والتبرير الدائم، وفي صراعك مع النرجسيين لا تنسَ أنهم سيتهمونك، فلا تبرِّر، وإلا سيجعلونك تشعر بالذنب، وحاول ألا تقع في فخ ابتزازهم، والحل السليم هو أن تتجنَّبهم، ولا تحاول إثبات نفسك لهم.

في العلاقات الزوجية يستخدم النرجسي أسلوب التحايل العاطفي، للحصول على ما يريد، وطلب حاجاته، كما يستخدم التهوين، لجعل شريكته أو شريكه يشعر باللا قيمة، ويحاول استخدام العزل لإبعاد شريكه عن المقربين إليه، وقد يلجأ إلى التعامل الصامت لجعل الطرف الآخر يشعر بقلق مستمر، وتوتر، وانتظار، وترقُّب لما سيحدث، وفي أغلب الأحيان يكون النرجسي غير مكترث بالأطفال، لكنه يستغلهم كحجة للتخويف من الانفصال، وقد يهدِّد بتشويه سمعة الطرف الآخر، وغالبًا ما ينجذب المتعاطف إلى شخص نرجسي لأنه سيعزِّز عقده، بينما ينجذب النرجسي إلى شخص يفوقه أو مختل نفسي، ولذا يجب أن تدرك أن الجاذبية في الطبيعة البشرية، تتبع قوانين غير منطقية صعبة التوقع.

يكون للنرجسي بشكل عام الغلبة في الجاذبية من ناحية العلاقات، لأن سر الانجذاب هو ألا تفكر بإرضاء شخص على حساب نفسك، وهناك العديد من أنواع العلاقات الزوجية في عالمنا المعاصر، مثل: علاقة الواجهة الاجتماعية، وهي علاقة لا اكتراثية تقوم على ملء الحاجة الحميمية كواجب إلزامي، ومصروف شهري، وهناك التعلُّق المبني على مواقف العشرة، وفيها يكون الشريكان غير متوافقين بما فيه الكفاية، ولكن بينهما الكثير من مواقف العشرة الطويلة، وهناك العلاقات المبنية على حب ناضج، وهي أمر نادر لأن المجتمع لا يملك أسسًا واضحة للعلاقات، ولأنها ممزوجة بكثير من الموروثات الفكرية.

5- السلبي اللطيف
هو الشخص الذي ينساق ولا يتصادم مع أحد، ينقاد ولا يقود، ويتقبَّل ما يفعله ويقوله الطرف الآخر بلا أي محاولة لتغييره، ويراعي شعور الآخرين على حساب نفسه، ويعاني عقدة المجتمع، فصورته أمام المجتمع أهم من صورته أمام ذاته،
وهذا لأنه في طفولته سمع كلمات تعزِّز قيمة المجتمع على حساب رأيه، يخاف من قول كلمة "لا" لأنه يظن إذا رفض طلبًا سيفقد رضا ذلك الشخص، وكلمة "لا" بالنسبة له تعني أنه سيجرح مشاعر من أمامه ويخذله، ويعتقد في كل الحوارات أنه مضطر إلى تلطيف الجو بالسخرية، والابتسامات والمجاملات الزائفة، ويشعر بأنه عبء ثقيل على أي شخص لشعوره بعدم الاستحقاق، ولذا يكون في حالة خوف دائم ألا يتقبَّله الطرف الآخر.

لماذا انتشرت الأفلام الإباحية في المجتمعات؟
السبب الرئيس هو الكبت الجنسي، فالغريزة الجنسية عند الرجل والمرأة تظهر عند سن البلوغ، في سن الثانية عشرة، وفي مجتمعنا يكون السن التقريبي للزواج عند الخامسة والعشرين، أي أن هناك فترة تزيد على عشر سنوات تُكبت فيها الغريزة الجنسية،

كما أن انعدام الثقافة الجنسية ينتج عنه الكثير من الظواهر غير السوية مثل: التحرش الجنسي، وارتفاع مستوى الميل إلى الجنس نفسه، ورؤية الجنس الآخر وتفسير سلوكياته بشكل إما عاطفي وإما غريزي، ويصيب الكبت الجنسي كلًّا من الرجل والمرأة ولكن هناك اختلافات،

فالرجل يمتاز بالعديد من الامتيازات الخفية لكونه رجلًا ، وشرفه لا يرتبط بالجنس، فلا يحاسب أو يعاقب على الكثير من الأمور حتى في طفولته، وبالتالي يمر الرجل باستباحة جنسية، بينما المرأة التي يتم تعنيفها بشدة تمر باستلاب جنسي، وهذا يعني أن الرجل سيُقبل على الأفلام الإباحية بشكل أكبر، بينما المرأة ستقبل على مشاهدة الأفلام الرومانسية. الأفلام الإباحية لا تعطي انعكاسًا واقعيًّ ا للعلاقات السوية، وقد تخلق عقدة الشكل، وترسم نمطًا مثاليًّا للرجل والمرأة يؤدي إلى عدم تقبلك لشريك حياتك، وهناك العديد من العقد النفسية المرتبطة بالأفلام الإباحية مثل: عقدة الشكل، والخيانة، وأنماط سلوكية غير سوية تظهر على الشخص، وللتخلُّص من إدمان الأفلام الإباحية يجب أن تعي وتدرك أو لًا الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن مشاهدتها، واعلم أن الإدمان هو هروب من الذات ومواجهة الواقع، ونشوة سريعة وضرر على المدى البعيد، وحاول أن تشغل نفسك، وتبتعد عن المحِّفزات والمثيرات، وقم بمتابعة نفسك، وتسجيل عدد مرات الإخفاقات، وكيف كان شعورك بعدها، واحرص على تهذيب غريزتك، وذلك عن طريق وعيك بالعادات الخاطئة التي تسهم في جعلك مستعبدًا لها.

تنتشر في المجتمع فكرة أن الرجال أكثر عقلانية ونضوجًا عن النساء وهذه فكرة خاطئة، وقامت أستاذة علم النفس "جينا ريبون" بمراجعة تفصيلية للعديد من الأبحاث عن طبيعة الفوارق بين عقل الرجل والمرأة،

وكان الاستنتاج أن الاختلافات التي ربما توجد تكون نابعة من كمية ونوعية التجارب التي يخوضها الشخص من صغره، وأن تجارب الحياة هي الحكم الوحيد.
تعليقات