أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

Post ADS 2
📁 جديد الشات

زواج الصغار ؛ للمسلمين وغيرهم

سنتكلم في هذا المنشور عن حُكم إسلامي ما يزالُ يُثيرُ الجدَل، وهو كما قرأتم في العنوان: «زواج الصِّغار». مُقدِّمات: وقبل الإجابة عن الشُبُهات على هذا الحُكم أرى أن نُقدِّمَ بهذه المُقدِّمات: ١- جوازُ تزويج الصَّغيرة في الإسلام ثابِتٌ بالإجماعِ المُستندِ إلى نص. (إنكارُه خطير) ٢- لا يجوزُ نسخُ الأحكامِ الشَرعيّة بعد وفاةِ النبيّ. (لا يجوزُ تقييدُ الأحكام بأعرافِ وعاداتِ المُجتمع الإسلامي الأوّل) ٣- التَبنّي في الإسلام حرام. ٤- تزويج الصغيرة مُقيَّدٌ بقيدين: أ- يجب أن يكونَ الوليُّ فيهِ هُوَ الأبُ. ب- يجب أن تكون المَصلحةُ فيهِ للصَّغيرَةِ لا للأب. ٥- زواجُ الصغيرَة عارِضٌ لا أَصْل: أ- لأنّ الآباء مَفطورونَ على مُراعاةِ مَصالحِ الأبنَاء. ب- ولأنّ الغالِبَ أن تكونَ مَصلحةُ الفتاةِ في تَزويجِها بعدَ البُلوغِ أو عِندَه. ٦- جوازُ تزويجِ الصَغيرةِ حُكم، وجَوازُ الدُخُول بِها حُكمٌ آخَر؛ إذ لا يجوزُ لِزوجها مُجامعتها إلّا بعدَ أنْ تُطيقَ هي الجِماع، وهذهِ القُدرَة غَالِباً ما تكُون حولَ سِنّ البُلوغ. والآنَ أبدأُ -مُستعيناً باللهِ- بالإجابة على الشُبُهات، مع التنبيه على تضمُّنِ الجوابِ للاجتِهاد: ما الحكمة في تجويز زواج الصغار؟ (اجتهادي) يُعالِجُ التَبنّي كثيراً من المَشاكلِ الاجتِماعيّة، ولمّا حُرِّمَ في الإسلامِ لِصالِحِ العِفَّةِ وحِفظِ الأنسَابِ، فقَد استوجَبَ أنْ يؤتَى بِبَديلٍ عنهُ يُراعِي المَصلَحتَين؛ فكانَ زواجُ الصَّغيرة بَديلاً عن تَبنّيها. الشُبُهات والاعتراضات المُثارة على زواج الصغار: وأمّا الشُبُهاتُ المَطروحَةُ من جَوازِ استغلالِ هذا الحُكم فجُلُّها مثاليَّةٌ؛ تَقتضِي الواقعيَّةُ عدمَ إمكانِ تجنُّبُها، وتدورُ كُلُّها حولَ المفاسد المُترتِّبَة على عدمِ إمكانِ تَخييرِ الصغيرة، وإمكانِ إساءَةِ استِغلالِها. قياس زواج الصغار على التبنّي: ومِثلُ هذِهِ المفاسِد يُقالُ بأنَّها موجودةٌ في التبنّي المَوجودِ اليومَ في أكثرِ الدُّوَلِ حَداثة؛ فاحتمالُ أن يتبنّى الصغيرةَ -في أوروبا أو أمريكا...إلخ- مَن لا يُراعي مَصالِحَها إحتمالٌ قائِم، بالإضافَةِ إلى أنَّ الصَغيرَة في المَلجأ تُطرَحُ للتبنّي إذا اختيرَت دونَ أن تُخيَّرَ غالِباً؛ لضَرورةِ إفساحِ المَجالِ لغَيرِها من الأَطفَال. دواعي زواج الصغار: وأما عن مَصالحِ مثلِ هَذا الزَّواجِ أو المشاكِل التي قد يَحُلُّها، فنَقولُ على سبيلِ المِثالِ لا الحَصرِ: أ- قد يكون الوضعُ الاقتصاديُّ للأُسرةِ -مثلاً- لا يسمَحُ بتوفيرِ حياة كريمَة للصغيرَة.
تعليقات