قبل نحو ستة شهور، حاولت فتاة تسكن في العشوائيات شرق العاصمة بغداد، وهي في ريعان شبابها، الانتحار من خلال تناول سم الفئران لكن تم انقاذها في اللحظات الأخيرة بعد نقلها الى طوارئ مستشفى قريب.
ابو محمد وهو أحد أقارب هذه الفتاة يقول أن هناك سببين يدفعان الفقراء للانتحار، أولهما العوز وثانيهما المشاكل الاسرية، مؤكدا بأنهم" حتى في محاولة الانتحار يبحثون عن الوسيلة التي تعبر عن فقرهم في اشارة الى رخض ثمن "سم الفئران".
واضاف في حديث لـه" إنني أتألم لحال قريبتي التي دفعها الفقر الى ترك الدراسة بوقت مبكر، مشيرا الى أن" الانتحار بات وباءً في أحياء الفقراء".
الهام قدوري وهي رئيس منظمة معنية بالأرامل والفقراء اشارت، أن" الانتحار من خلال سم الفئرات تصاعد في عدة محافظات وسجلت حوادث مؤلمة مؤخرًا، والانتحار بشكل عام ظاهرة تسود المحافظات وهي ترتفع سنة بعد اخرى و70% من ضحاياها هم من 30 سنة فما دون".
واضافت، إن" اعتماد سم الفئران كوسيلة للانتحار يأتي لانه الأقل بشاعة من غيره من وسائل الانتحار ويمكن الحصول عليه بسهولة لكن ما يجمع المنتحرين به هو الفقر المدقع بشكل مباشر".
واقرت في حديثها إن" هناك اهمالًا حكوميًا واضحًا لملف الانتحار في العراق ولا يكاد يمر يوم الا وتصاب اسرة بفاجعة انتحار احد افرادها وخاصة الشباب والمراهقين ولاسباب عدة يشكل الفقر والمشاكل الاسرية النسبة الاعلى منها".
اكرم قيس مختص نفسي يرى، أن" الانتحار له اسباب عدة منها مايتعلق بسوء الاوضاع المالية واخرى ضغط المشاكل العائلية وهناك اسباب اخرى تتعلق بالعمل ".
ويكمل في حديثه إنه" يمكن انقاذ الكثيرين لو حصل انفتاح أكبر للمجتمع على ملف العلاج النفسي وانه ليس عيبًا، لافتا الى ان" نسب الانتحار المرتفعة تدلل على وجود ازمة يجب الانتباه لها وبيان اسبابها ودعم المراكز البحثية اتي تدرس الظاهرة وتقدم حلولًا موضوعية لتجنب خسارة المزيد من الارواح".