تعود جذور التربية الإيجابية إلى عمل عالم النفس النمساوي ألفريد أدلر في القرن العشرين. كان يعتقد أن الأطفال لديهم حاجة حقيقية للشعور بالارتباط بمن حولهم. عندما يكونون في بيئة متجاوبة وتفاعلية، فإنهم يزدهرون ويكونون أقل عرضة للمشاكل. لكن للأسف، غالباً ما يتبع الأبوان الأسلوب الانتقادي، والإضاءة على أخطاء الطفل. لأنه من السهل التركيز على ما يفعله طفلك الصغير بشكل خاطئ. لكن تحويل تركيزك إلى نقاط قوتهم هو المخطط الأساسي لهذا النمط من التربية. وتُظهر الأبحاث أنها طريقة أكثر فعالية في التربية، كما يكشف لك الأطباء والمتخصصون.
أغلبنا لديه تحيز سلبي متأصل- وهو آلية بقاء قديمة- وهذا يعني أننا مبرمجون على التركيز على ما هو خطأ كوسيلة للحفاظ على أنفسنا آمنين، لكننا وبسبب الضغوط الاجتماعية. أصبحنا حريصين على "إصلاح" سلوكيات أطفالنا بناءً على ما نعتقد أنه مفقود أو ناقص. ولكن من خلال تعلم كيفية تحويل تركيزنا إلى نقاط قوة أطفالنا، يمكننا التغلب على هذا التحيز السلبي .
إذن كيف أكون أماً إيجابية?
قد تختلف أساليب التربية الإيجابية قليلاً، لكن الفكرة الأساسية هي التأكيد على التفاعلات الإيجابية. فأنت تتعرفين على السلوكيات والدوافع الإيجابية وتكافئينها وتعززينها. وتهدفين إلى إظهار التعاطف وتقديم الدفء والدعم. كما تعملين على خلق بيئة تسهل على طفلك التصرف بشكل تعاوني وبناء
يعرف علماء النفس القوة بأنها شيء يقوم به طفلك بشكل جيد وسعيد ومتكرر. ويمكن أن يتراوح ذلك من كونه يمشي أو يتحدث جيدًا، إلى سمات شخصية مثل الشجاعة والفضول والفكاهة واللطف. إن وجود ذلك في ذهنك لتشجيع شخصية طفلك الفريدة وقدراته ومواهبه ومهاراته يمكن أن يساعده على نموه الصحي، وفيما يلي بعض النصائح التي تجعل أسلوبك في التربية إيجابياً:
تعرفي على ما يفكر به طفلك
تعاطفي مع ما قد يشعر به طفلك. قد تبدو أفكاره وسلوكياته غير منطقية أو حتى مؤذية لنا من الخارج. لكنه في الداخل يحاول فهم تجاربه في العالم واحتياجاته. إذا استطعنا أن نخصص الوقت لفهم ذلك، يمكننا مساعدته، وقد ابتكر علماء النفس طريقة لمعرفة ما يدور في دماغ الطفل، وهي:
احكي لطفلك قصة العصفور الأب والعصفورة الأم، وابنهما العصفور الصغير، والذين ينامون في العش فوق الشجرة، وفي يوم من الأيام هبت عاصفة قوية فوقع العش، فطار الأب العصفور إلى شجرة، بينما الأم إلى شجرة أخرى، ثم اسألي طفلك: أين طار العصفور الصغير؟
إذا قال أنه طار إلى أبيه، فهذا يعني أنه متعلق بالأب، وإذا قال إنه طار إلى أمه، فهذا يعني أنه متعلق بالأم، وإذا قال إنه طار إلى شجرة أخرى، فهذا يعني أنه طفل يشعر بالاستقلالية والأمان.
أو احكي لطفلك قصة الطفل الذي جاء من المدرسة، وقالت له أمه أريد أن أخبرك بأمر جديد، ثم اسألي طفلك، ماذا تتوقع أن الأم ستخبر طفلها، إجابة الطفل تساعدك على معرفة رغباته وميوله ومخاوفه.
هكذا يمكنك اتباع هذا الأسلوب للكشف عما يدور في ذهن طفلك الصغير
لا تعتبري السلوك الجيد تحصيل حاصل
أنت عادة ما تركزين على وقت الوجبة التي لا يأكل فيها طفلك، بدلاً من وقت الوجبة التي يتناولها؟ لا ينبغي أن نعتبر السلوك الجيد للاطفال أمرًا مفروغًا منه، وتأكدي من مدح طفلك الصغير على أدائه الجيد والتزامه بالمسار الصحيح. تشير الأدلة إلى أن الأطفال الصغار يستجيبون بشكل كبير للمدح. وقد ثبت أن مكافأتهم، حتى بكلمة "أحسنت"، تؤدي إلى تقليل المشكلات السلوكية في وقت لاحق .
حيث يساعد أسلوب المدح والثناء على الطفل يشعره بالسعادة والرضا والثقة بالنفس، ويدفعه لبناء علاقات أسرية يسودها الوئام والانسجام، هذا عدا عن دوره الكبير في تعلم الأطفال سلوكيات جديدة، وعن طريق المدح، يتعلم الطفل السلوك المرغوب به ويقوم بتكراره.
استخدمي تقنية تشتيت الانتباه
بالنسبة للأطفال الصغار والرضع، فإن التربية الإيجابية تعني غالبًا تشتيت انتباه الأطفال عن التصرف الذي لا ترغبين فيه، يمكنك محاولة منع أي صراعات من خلال توقع ما قد يحدث. ثم استخدمي تقنية تشتيت الانتباه قبل حدوثها .
إن استخدام تقنيات تشتيت الانتباه قد يساعد طفلك على التركيز على شيء آخر عندما يكون في حالة ذعر أو قلق أو ضيق. ورغم أن هذا قد يبدو أمرًا صعبًا، إلا أنه قد يصبح طريقة مفيدة وصحية للتعامل مع الموقف، وإليك مثال على ذلك:
هل تعتقدين أن طفلك الصغير على وشك سرقة لعبة ابنة عمه؟ اصطحبيه إلى مكان ما أو ابحثي عن لعبة أخرى لتشتيت انتباهه.
ناقشي طفلك وكوني عادلة
ليس عليك الموافقة على مطالبهم أو سلوكهم، بل اسأليهم عن وجهة نظرهم واستمعي إليهم بشكل عادل. ثم ضعي قواعد معينة و لا تملي من عدم تنفيذها في بداية الأمر، يجب أن يتفق الوالدان على تلك القواعد حتى لا يحدث تعارض أمام الأطفال على تلك القواعد فلا يهتمون بها، وحاولي أن تتجاهلي غضب طفلك ورفضه على إصرارك على تلك الأوامر والقواعد التي قمت بوضعها لكن انتبهي يجب ألا تكون قوانينك تعسفية، حيث يمكنك أن تظهري لأطفالك ذلك من خلال مناقشتهم بشكل عادل ومتعاطف وبنّاء. ثم يمكنك مساعدتهم في إيجاد حل إيجابي لمشاكل الأطفال. فكري في الطريقة التي ترغبين في أن يتم تمثيلك بها ومعاملتك بها. لذلك كوني حليفة لهم