هل تتذكرون إحدى التجارب التي غيّرت فيكم الكثير؟
عمدتُ الى اختبار قوة ارادتي بتجربة اسميتها (صيام الانترنت) , انا كمدمنة على الانترنت واشعر بأنني احتاجه أكثر من الهواء قررت تركه ليوم واحد فقط وهذا صعبٌ جداً بالنسبة الي , عندما تركته لهذا اليوم ادركت بأن هناك الكثير من الاشياء المتوقفة بسببه و سأكتبها
. وقفتُ امام المرآة و ادركتُ بأنني يجب أن التزم بنظام غذائي و ان العب الرياضة كل يوم لأصلح ما فعلته بنفسي
. دراستي متوقفة و عندما تركته لهذا اليوم اكملتُ فصلاً كاملاً من الرياضيات و انا مسرورة بذلك , و هذه اول مرة ادرس فيها و افهم , كنت سابقاً عندما ادرس اقنع نفسي بأنني ادرس على اليوتيوب و هذا الاستاذ شرحه جيد وهذا الاستاذ لا افهم شرحه و اقرأ تعليقات جميع الطلاب و اخذ بنصائحهم بأن الاستاذ الفلاني شرحه اوفى من هذا و اخذ و اضيع بين الاساتذة و من ثم ارى اقتراح فيديو قصير لطريقة جديدة لارتداء الحجاب ثم اختبار للشخصية و هكذا ينتهي اليوم بدون ان ادرس صفحة واحدة
. لعبتُ مع اخوتي الذين كبروا و انا لم انتبه لهم , اخي الكبير لديه شاربين اراهما لأول مرة , اختي الصغيرة ستصبح شابة جميلة و انا لا اذكر غير تلك الطفلة التي بدأت تمشي للتو
. ما احزنني كثيراً هو رؤية الادوية بقرب امي وابي و رؤية تجاعيد يديهما و ان كلاهما يرتدي النظارات الطبية , هذا الامر افزعني حقاً حيث اني اخذت بيد ابي و صرتُ انظر اليها مذهولة حتى هو استغرب مني , ثم بدأت اركزُ في وجه امي و ارى تجاعيداً حول عينيها و بقرب شفتيها و الشيبُ يعلو رأسيهما , نبضات قلبي تسارعت كثيراً و وجهي اصفر و بدأت ارتجف هل حقاً انا هكذا ! لماذا فعلت كل هذا بنفسي ! , من اجل ماذا ! , ما فات قد فات لكن قررتُ بأن القادم سيكون أفضل , قررتُ عيش حياتي كما يجب , لا ان اضيع في ثقب الانترنت الاسود ولا اخرج منه الا الى القبر , هذا كُله تخدير , صعبٌ التغلب عليه لكن ممكن
قراري كان بعد هذه التجربة , أن استخدم الانترنت لمدة ساعة فقط يومياً او اكثر قليلاً على ان لا تتجاوز الساعة و نصف
ساعة صباحاً و ساعة في المساء للإهتمام بأبي و أمي
ساعة يومياً للإهتمام بأخوتي و اللعب معهم
ساعة للعب الرياضة
ساعة لقراءة القرآن والادعية و قضاء بعض الصلوات
و باقي اليوم للدراسة , دراستي ستكون على الانترنت لكن اقوم بتحميل الفيديو من اليوتيوب و اغلق الوايفاي و ادرس
تعليقات