لماذا يكون الإنسان طيب حتى مع من أساء إليه؟
قد يكون للمرء في هذا الشأن مبررين، كلاهما صحيح ولكن أحدهما يكتب له به الأجر والثواب عند اللَّه، والأخر لا.. لنبدأ بما ليس فيه ثواب، ثم نختم بما فيه ليكون مسك الختام :)
يقول فريدريك نيتشه في كتابه (ما وراء الخير والشر):
لن نكره إنساناً طالما نظل نستصغره، بل سنكرهه فقط عندما نرى فيه ندًّا أو شخصًا أرفع قيمة.
يكون الإنسان طيب مع من أساء إليه، لأنه ببساطة لا يراه يستحق أن يبذل لأجله وقته وطاقته النفسية، ويرى أنه الخاسر في تلك المعركة أيًا كانت نتيجتها، ولذلك ينأى ويبتعد بنفسه عما يستنزفه، كمحاولة منه للحفاظ على نفسه من أن تُلوث بوحل التفاهات، يقول الإمام الشافعي رحمه اللَّه:
إذا نطقَ السفيهُ فلا تُجِبْهُ، فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
فإن كلَّمْتَهُ فرَّجْتَ عنــْهُ، وإن خلَّيْتَهُ كمدًا يموتُ.
أما المبرر الآخر، والذي يكون فيه الثواب والأجر بإذن اللَّه، فهو الرحمة، والتسامح، حفظ الود، وأستمالت القلوب، وكلها أخلاق قدوتنا ﷺ..
وعن جابر رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: «رحِم الله رَجُلا سَمْحَا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى».
لذلك واجبٌ علينا أن نكف سيوف الإساءة عن أخوتنا ونمد لهم يد العون..
فإن مقابلة الإساءة بالإحسان من شيم أنبياء اللَّه الذين صبروا على أذى الناس وهم يدعونهم إلى الهدى ودين الحق، فلم يقابلوا الأذى بالأذى، ولو
تعليقات