في رأيي الشخصي إن الدافع الأساسي الذي يدفع الإنسان نحو التميز هو الخوف، الإنسان دائمًا ما يتملكه الخوف ولذلك يحب العيش وسط القطيع.
لكن مهلًا لحظة، أليس التميز يعني الإختلاف.. يمتاز بالشيء: ينفرد بهِ ومميز الشيء هو الذي يكون المرجع في التمييز إليه.
هذا يعني أن التميز هو الخروج من القطيع لا الإحتماء والعيش بداخله، في الواقع العكس هو الصحيح، أن تكون مُميزًا يعني أن تكون الحلقة التي لا يمكن للقطيع الإستغناء عنها، التميز يعني أن تكون الشخص الذي يسعى كل القطيع للوقوف بجانبه، التميز هو بطاقة وقاية من النبذ.
فكر معي لا أحد يريد أن يتميز بصورة سيئة يرفضها المجتمع، كل ما يسعى الفرد إلى التميز به هي أشياء يحبها ويقدرها المجتمع ومن يعيش من حوله.
لهذا الجميع يطمئن نفسه ويخبرها أنها مميزة، ويخبر الجميع بأنه مميز عن طريق إستعراض قدراته وكل ما يبرع به ليضمن قبوله والعيش بأمان وسط مجتمعه، والحقيقة هي أنه لا يوجد من هو مميز، هذه هي قسوة الواقع وجماله في هذا العالم الكل شخصية رئيسية، ولكن الجميع أيضًا شخصية جانبية.
هل سبق وصادفت عبقري في حياتك؟
إذا كنت تعيس الحظ وقابلت عبقري في مجال أنت شغوف به وحاولت منافسته ستدرك حينها كم هو صعب أن يتخطى الإنسان قدراته ويتفوق على الموهبة بالمجهود.
البشر ليسوا سواء هذه حقيقة، لكن استعداد شخص جينيًا ليتفوق في مجال ما لا يعني بالضرورة تميزه، فقد يكون المجال الوحيد الذي يتفوق عليك فيه ذاك العبقري هو الذي تحاول منافسته فيه.
التميز في حد ذاته فكرة بمثابة القيد الذي يدفع الإنسان إلى حرق ذاته من أجل الوصول إلى أشياء لا تتناسب قيمتها مع كم ما يبذله من جهود، وكما قال جلال الدين الرومي
تعليقات
