ما هو أكثر شيء غيّر نظرتك للحياة؟
الشيء الذي غيّر نظرتي للحياة أكثر من أي شيء آخر هو الإدراك البسيط والمفاجئ أحيانًا أنني أتقدم في العمر كل يوم. كانت فكرة تسللت إلى ذهني بهدوء - واضحة جدًا لدرجة أنني أغفلت عنها تمامًا، وكأنها كانت تنتظر بصبر حتى أكون مستعدًا. وفي يوم من الأيام، ضربتني تلك الحقيقة: الوقت لا يبطئ، وكذلك الحياة. كل نفس، كل دقة قلب، هي ثانية تمضي إلى الأبد. هذا الإدراك أشعل في داخلي شيئًا قويًا وعاجلاً.
كأطفال، نرى الوقت ممتدًا مثل طريق لا نهاية له، رحلة طويلة لدرجة أننا لن نصل إلى نهايتها أبدًا. دائمًا هناك الصيف القادم، أو العام المقبل، أو عمر كامل ينتظرنا. لكننا ننضج، وتبدأ صفحات التقويم بالتسارع في الانقلاب. الأصدقاء يبتعدون، العائلات تكبر وتتغير، ونجد أنفسنا ننظر إلى الوراء كثيرًا، نشعر وكأننا كنّا شخصًا آخر تمامًا منذ فترة قصيرة فقط. وفي تلك اللحظات، نفهم أن الوقت لا يرحم.
قررت حينها أن أعيش بوعي، أن أكون أكثر من مجرد راكب في رحلة الحياة. لا مزيد من "غدًا" الذي سيأتي عاجلًا أم آجلًا، ولا "يومًا ما" الذي يمكن أن ينتظر حتى أشعر بالاستعداد. بدلاً من ذلك، تعلمت أن أتعامل مع كل يوم كأنه ثمين، هدية مغلفة بجمال الحياة اليومية. وجدت معنى في الأشياء الصغيرة - ضحكة مع صديق، هدوء الصباح الباكر، شعور الشمس على بشرتي. كل لحظة أصبحت تذكيرًا بأن الحياة ليست بروفة، بل هي كل شيء.
ما غيّر نظرتي لم يكن حدثًا واحدًا، بل فهم دقيق أن الرمل في ساعتي الرملية ينزلق تمامًا كما هو الحال لديك. علّمني هذا أن أطارد ما أحب، وأن أحتفظ بأحبتي قريبين، وأن أقول الكلمات التي تهم اليوم. تعلمت أن الحياة لا تنتظر، ولا ينبغي لي الانتظار أيضًا.
تعليقات